Telegram Group & Telegram Channel
وعي المسلمين بالسنن الإلهيةيعينهم على التحرك في سبيل الله لمواجهة الأعداء
مقال اليوم لصحيفة المسيرة - 1891- الأحد 12 مايو 2024
كتب / نبيل بن جبل

‏سنن الله في الحياة وفي طبيعة الصراع مع الطاغوت والاستكبار في مواجهة المجرمين والظالمين ثابتة ومستمرة في كل زمان ومكان لاتتبدل ولا تتغير ، و وعي المسلمين بهذه السنن يعينهم على التحرك في سبيل الله في مواجهة أعدائهم ، والمتدبر للآيات القرآنية في قصة نبي الله طالوت في قوله تعالى : "كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"
وكذلك في غزوات الرسول(صلوات الله عليه وآله) يجد أن النصر والغلبة والتمكين ( بإذن الله) كان للفئة المجاهدة القليلة ، والراصد لطبيعة القلة في واقع الحياة يجد أن القلة المؤمنين في كل زمان ومكان هم المنصورون وهم الخلاصة المصطفاة والبقية المنتقاة من هذه الأمة ..هذه القلة هي التي "تقل عند الطمع وتكثر عند الفزع " ولقد تبين من خلال القرآن الكريم لتلك النماذج القليلة ما يؤكد تفردهم وندرتهم وقلتهم فيما يتصفون به وإذا طالعنا القلة التي عبرت البحر مع طالوت عرفنا إلى أي مدى تتضح فيهم تلك الصفة ، فهم قلة لكنهم وحدهم هم الذين عبروا النهر مع طالوت وأدركوا واعين سنن الله في النصر والهزيمة إدراكاً عمليا قالوا لبعضهم البعض في هذه الشدة والمحنة والاختبار الإلهي: لاتفزعوا من كثرة عدد عدوكم ؛ فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، وفي كل زمان ومكان الخواص يقل عددهم ولكن قدرهم يكون كبيرا ومكانتهم تكون عالية عند الله وعند خلقه وهم وحدهم الخلاصة الذين يواجهون أعداء الله بكل قوة وبسالة غير مهتابين ولا ٱبهين لإمكانات الأعداء العسكرية و المالية و البشرية والعدة والتفوق ، ولا يحسبون حساب المصالح ولا تغريهم المغريات بل يمضون وبيقين تام بنصر الله ومعونته وبما عنده وما وعدهم به من استخلاف وتمكين.
والراصد لنصر المؤمنين في غزواتهم كلها يجد أنهم لم يبلغوا عددعدوهم ولا إمكاناته ولا يحسبون الفارق الكبير بين الإمكانات التي يمتلكونها وما يمتلكه عدوهم والمعركة الوحيدة التي حسبوا حساب الكثرة فيها وقالوا(لن نغلب اليوم من قلة)هي المعركةالتي تحدث القرآن أنهم منيوا فيها بالهزيمة،ونسبها إلى هذه الكثرة المعجبة والعدد الذي اعتمدوا في حسابهم عليه،
" لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين"
فالقليل من رجال الله وجنوده المؤمنين يفعلون مالا يفعله الكثير من الناس ويقدمون على خطوات ومعارك في مواجهة الأعداء بما لم يقدم عليه أحد من قوى الأرض من الفئات التي تحمل هم المصالح وتخشى التهديدات وتغتر بالمغريات ونزعاتها متضاربة و أهواؤها مختلفة وسر ذلك أن القلة لهاحساب آخر تحسبه وهوحساب رضوان الله وجنته ونصرة دينه والمستضعفين من خلقه وعمارة الأرض بما يرضي الله ويجب على كل إنسان مؤمن من أبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يعي هذه المفاهيم القرآنية العظيمة حتى لاتبهره الكثرة فتقعده عن الجهاد فيؤدي دور الحمامة التي ينظر إليها الثعبان فتنشل وتنحل وتبقى مكانها خانعة وكان بإمكانها أن تطير،وواقع أمتنا العربية والإسلامية اليوم ونظرتها للعالم الغربي خير شاهد على هذا،والأمةاليوم تعيش مرحلة من أصعب المراحل وأعظم مرحلة إن وعت فيها سنن الله في الكون وأمامها شواهد عظيمة في الحياة في مواجهة الاستكبار العالمي" أمريكا وإسرائيل وبريطانيا"ومن أبرز هذه الأمثلة في ظرفنا الراهن الذي تعيش على هذا الصراع بين الأقلية المؤمنة والأكثرية المنحرفة في المستويات الإيمانية والجهادية والمالية والمعنوية هو مانشهده من جهاد حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومةفي غزة وحزب الله في لبنان وأنصارالله في اليمن الذين يقفون أمام قوة التسلط الاستكباري لثلاثي الشر والإجرام والاستكبار والغطرسة الصهيونية المتمادية في القتل والاحتلال والانتهاك لكرامة الأمة ومقدساتها،هذه القلة التي ترفض الاعتراف بما يراد للأمة أن تصل إليه من الرضوخ الكامل لقوى الشيطان وأرس الإجرام الصهيونية العالمية وكيف تمكنت وهم فئة قليلة في اليمن ولبنان وفلسطين ، و محاصرون وبإمكانات بدائية لا تقارن بما يمتلكه العدو من التنكيل بقوى الطاغوت والاستكبار العالمي وإسقاط هيبة الجيوش التي لا تقهر حسب وصفهم ودوس ترسانة أسلحتها الحديثة والصمود أمام آلة إجرامهارغم الهجمة العالمية الشرسةضدهم وكيف يبثون بمواقفهم العظيمة وصمودهم الأسطوري وإيمانهم القوي بالله وتمسكهم بمقاومتهم وسلاحهم الروح الجهادية والمعنويةعند كل هذه الأمة التي تختزن الكثير من الإرادة والقدرة ولكنها غافلة عن ذلك بسبب الإنحراف الديني والثقافي



tg-me.com/Nabel_Japal/3198
Create:
Last Update:

وعي المسلمين بالسنن الإلهيةيعينهم على التحرك في سبيل الله لمواجهة الأعداء
مقال اليوم لصحيفة المسيرة - 1891- الأحد 12 مايو 2024
كتب / نبيل بن جبل

‏سنن الله في الحياة وفي طبيعة الصراع مع الطاغوت والاستكبار في مواجهة المجرمين والظالمين ثابتة ومستمرة في كل زمان ومكان لاتتبدل ولا تتغير ، و وعي المسلمين بهذه السنن يعينهم على التحرك في سبيل الله في مواجهة أعدائهم ، والمتدبر للآيات القرآنية في قصة نبي الله طالوت في قوله تعالى : "كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"
وكذلك في غزوات الرسول(صلوات الله عليه وآله) يجد أن النصر والغلبة والتمكين ( بإذن الله) كان للفئة المجاهدة القليلة ، والراصد لطبيعة القلة في واقع الحياة يجد أن القلة المؤمنين في كل زمان ومكان هم المنصورون وهم الخلاصة المصطفاة والبقية المنتقاة من هذه الأمة ..هذه القلة هي التي "تقل عند الطمع وتكثر عند الفزع " ولقد تبين من خلال القرآن الكريم لتلك النماذج القليلة ما يؤكد تفردهم وندرتهم وقلتهم فيما يتصفون به وإذا طالعنا القلة التي عبرت البحر مع طالوت عرفنا إلى أي مدى تتضح فيهم تلك الصفة ، فهم قلة لكنهم وحدهم هم الذين عبروا النهر مع طالوت وأدركوا واعين سنن الله في النصر والهزيمة إدراكاً عمليا قالوا لبعضهم البعض في هذه الشدة والمحنة والاختبار الإلهي: لاتفزعوا من كثرة عدد عدوكم ؛ فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، وفي كل زمان ومكان الخواص يقل عددهم ولكن قدرهم يكون كبيرا ومكانتهم تكون عالية عند الله وعند خلقه وهم وحدهم الخلاصة الذين يواجهون أعداء الله بكل قوة وبسالة غير مهتابين ولا ٱبهين لإمكانات الأعداء العسكرية و المالية و البشرية والعدة والتفوق ، ولا يحسبون حساب المصالح ولا تغريهم المغريات بل يمضون وبيقين تام بنصر الله ومعونته وبما عنده وما وعدهم به من استخلاف وتمكين.
والراصد لنصر المؤمنين في غزواتهم كلها يجد أنهم لم يبلغوا عددعدوهم ولا إمكاناته ولا يحسبون الفارق الكبير بين الإمكانات التي يمتلكونها وما يمتلكه عدوهم والمعركة الوحيدة التي حسبوا حساب الكثرة فيها وقالوا(لن نغلب اليوم من قلة)هي المعركةالتي تحدث القرآن أنهم منيوا فيها بالهزيمة،ونسبها إلى هذه الكثرة المعجبة والعدد الذي اعتمدوا في حسابهم عليه،
" لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين"
فالقليل من رجال الله وجنوده المؤمنين يفعلون مالا يفعله الكثير من الناس ويقدمون على خطوات ومعارك في مواجهة الأعداء بما لم يقدم عليه أحد من قوى الأرض من الفئات التي تحمل هم المصالح وتخشى التهديدات وتغتر بالمغريات ونزعاتها متضاربة و أهواؤها مختلفة وسر ذلك أن القلة لهاحساب آخر تحسبه وهوحساب رضوان الله وجنته ونصرة دينه والمستضعفين من خلقه وعمارة الأرض بما يرضي الله ويجب على كل إنسان مؤمن من أبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يعي هذه المفاهيم القرآنية العظيمة حتى لاتبهره الكثرة فتقعده عن الجهاد فيؤدي دور الحمامة التي ينظر إليها الثعبان فتنشل وتنحل وتبقى مكانها خانعة وكان بإمكانها أن تطير،وواقع أمتنا العربية والإسلامية اليوم ونظرتها للعالم الغربي خير شاهد على هذا،والأمةاليوم تعيش مرحلة من أصعب المراحل وأعظم مرحلة إن وعت فيها سنن الله في الكون وأمامها شواهد عظيمة في الحياة في مواجهة الاستكبار العالمي" أمريكا وإسرائيل وبريطانيا"ومن أبرز هذه الأمثلة في ظرفنا الراهن الذي تعيش على هذا الصراع بين الأقلية المؤمنة والأكثرية المنحرفة في المستويات الإيمانية والجهادية والمالية والمعنوية هو مانشهده من جهاد حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومةفي غزة وحزب الله في لبنان وأنصارالله في اليمن الذين يقفون أمام قوة التسلط الاستكباري لثلاثي الشر والإجرام والاستكبار والغطرسة الصهيونية المتمادية في القتل والاحتلال والانتهاك لكرامة الأمة ومقدساتها،هذه القلة التي ترفض الاعتراف بما يراد للأمة أن تصل إليه من الرضوخ الكامل لقوى الشيطان وأرس الإجرام الصهيونية العالمية وكيف تمكنت وهم فئة قليلة في اليمن ولبنان وفلسطين ، و محاصرون وبإمكانات بدائية لا تقارن بما يمتلكه العدو من التنكيل بقوى الطاغوت والاستكبار العالمي وإسقاط هيبة الجيوش التي لا تقهر حسب وصفهم ودوس ترسانة أسلحتها الحديثة والصمود أمام آلة إجرامهارغم الهجمة العالمية الشرسةضدهم وكيف يبثون بمواقفهم العظيمة وصمودهم الأسطوري وإيمانهم القوي بالله وتمسكهم بمقاومتهم وسلاحهم الروح الجهادية والمعنويةعند كل هذه الأمة التي تختزن الكثير من الإرادة والقدرة ولكنها غافلة عن ذلك بسبب الإنحراف الديني والثقافي

BY نبيل بن جبل (الشعف)


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Nabel_Japal/3198

View MORE
Open in Telegram


نبيل بن جبل الشعف Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Dump Scam in Leaked Telegram Chat

A leaked Telegram discussion by 50 so-called crypto influencers has exposed the extraordinary steps they take in order to profit on the back off unsuspecting defi investors. According to a leaked screenshot of the chat, an elaborate plan to defraud defi investors using the worthless “$Few” tokens had been hatched. $Few tokens would be airdropped to some of the influencers who in turn promoted these to unsuspecting followers on Twitter.

What is Telegram?

Telegram’s stand out feature is its encryption scheme that keeps messages and media secure in transit. The scheme is known as MTProto and is based on 256-bit AES encryption, RSA encryption, and Diffie-Hellman key exchange. The result of this complicated and technical-sounding jargon? A messaging service that claims to keep your data safe.Why do we say claims? When dealing with security, you always want to leave room for scrutiny, and a few cryptography experts have criticized the system. Overall, any level of encryption is better than none, but a level of discretion should always be observed with any online connected system, even Telegram.

نبيل بن جبل الشعف from us


Telegram نبيل بن جبل (الشعف)
FROM USA